بقلم : سمير السعد ..
في زمن تتحول فيه الكلمة إلى سلاح، والإعلام إلى جبهة حرب لا تقل شراسة عن ساحات القتال، تتعالى صيحات التحذير من موجة التضليل الإعلامي الممنهج. هذه الآلة الصفراء، التي تُدار بدقة وتوجيه من قوى الظلام والشر، تعمل ليلًا ونهارًا على زعزعة الجبهات الداخلية في سوريا ولبنان وفلسطين، مستهدفة معنويات المقاومين الشجعان الذين يقفون بثبات في وجه الإرهاب المدعوم صهيونيًا.
الاستراتيجية واضحة ، بث الشائعات المغرضة، تضليل الرأي العام، وتشويه انتصارات الأبطال التي تُكتب بدمائهم الزكية على خطوط المواجهة. في المقابل، يبقى صوت المقاومة قويًا، مدعومًا بوطنية الأحرار، ووعي الشعوب الصامدة، التي تأبى أن تصدق إلا ما يخرج من مصادر موثوقة تحكي الواقع كما هو.
النصر قريب، ليس فقط لأن المعركة تُدار بالسلاح، بل لأن الروح الوطنية، والإيمان بالحق، والإرادة الفولاذية للمقاومين، كلها عوامل تؤكد أن هذه الأرض لن تنكسر. سوريا ستظل صامدة، والعراق حصن متين، ولبنان أثبت للعالم أنه أقوى من كل المؤامرات، وفلسطين، حتمًا، ستتحرر بهمة أبطالها، وبعزم شعوب لا تعرف الخضوع.
حين نثق بمصادرنا ونقف صفًا واحدًا في وجه الحملات المضللة، نكون قد حسمنا نصف المعركة. وما النصر إلا مسألة وقت، يكتبه الله بمعية أبطال الجيوش والمقاومين الأشداء الذين لا يعرفون الهزيمة.
وفي خضم هذه المعركة الإعلامية، يبقى التحدي الأكبر هو الحفاظ على وحدة الصفوف وتحصين العقول من الاختراقات التي تسعى إلى زرع الفتنة وإضعاف العزيمة. فالإعلام الموجه، الذي يستهدف تقويض الثقة بين الشعب ومقاومته، لا يقتصر ضرره على تشويه الحقائق فحسب، بل يمتد ليبث الشعور بالعجز واليأس، محاولًا إخماد جذوة الإيمان بالنصر.
لكن الحقيقة التي تغفلها هذه الحملات أن الشعوب التي خبرت المؤامرات وتجاوزت المحن عبر العقود، أصبحت أقدر على تمييز الغث من السمين. فالإيمان بالوطن والحق أقوى من أي أكاذيب تُروّج، وصوت المقاومة لا يمكن إسكاته مهما بلغت قوة الضخ الإعلامي المضلل.
اليوم، تقع المسؤولية على عاتق كل فرد، من مثقفين وصحفيين وناشطين وحتى المواطنين العاديين، في مواجهة هذه الحرب الناعمة. بالوعي واليقظة، وبالتزام النزاهة والموضوعية، نستطيع أن نقطع الطريق على كل محاولات بث الفتن وزعزعة الصفوف.
رسالتنا واضحة ، لا تصدقوا إلا ما يُنقل من مصادر موثوقة، ولا تسمحوا للإشاعات بأن تكون أقوى من الحقيقة. النصر لا يُبنى فقط بالبندقية، بل بالثبات والوعي، وبالعمل معًا نحو مستقبل حر تُرفع فيه رايات العدل والكرامة على كل شبر من أرضنا.
المعركة مستمرة، ولكن نهايتها محسومة ، النصر لقوى الحق والإيمان، والخسران لقوى الظلام والشر. قريبًا، ستشرق شمس الحرية على فلسطين، وستبقى سوريا والعراق ولبنان رموزًا للصمود، وأرضًا لا تُهزم بفضل الله ثم عزيمة أبطالها.
وما أجمل أن نستلهم من التاريخ دروس الصمود والانتصار، فهذه الأرض التي نعيش عليها لم تكن يومًا إلا مقبرةً للمعتدين ومهدًا للأحرار. من فلسطين التي لم تنحنِ تحت وطأة الاحتلال، إلى لبنان الذي كسر قيود الوصاية، مرورًا بسوريا التي حطمت المؤامرات، والعراق الذي ظل درعًا متينًا يحمي الأمة… كلها شواهد على أن العزيمة إذا اقترنت بالإيمان، فإن المستحيل يتحول إلى نصر مؤزر.
إن أبطالنا اليوم لا يقاتلون فقط دفاعًا عن الأرض، بل عن كرامة أمة بأسرها، وعن قيم العدالة والحرية التي لن تتلاشى ما دام هناك من يقف ليحميها. وفي الوقت الذي يواجهون فيه المدافع والصواريخ، فإنهم بحاجة إلى دعمنا جميعًا، ليس بالسلاح فقط، بل بالكلمة الصادقة، والموقف الثابت، والوعي الذي يُحبط كل مؤامرة.
المعركة ليست فقط على الجبهات العسكرية، بل هي معركة الهوية والوعي والمستقبل. وكلما تمسكنا بمبادئنا ووحدتنا، أصبحنا أقرب إلى تحقيق الحلم الأكبر: فلسطين حرة، وشعوبنا متحررة من كل أشكال الهيمنة والعدوان.
خلاصة القول ، لنجعل كلمتنا واحدة، وموقفنا ثابتًا ، نحن أمة لا تُكسر، وراية الحق التي نرفعها اليوم ستبقى مرفوعة أبدًا، لأنها تستمد قوتها من الله، ومن دماء الشهداء، ومن صمود الشعوب التي لا تعرف اليأس. إن النصر آتٍ، لا محالة، بقوة الله وهمّة الأبطال الذين لن يُثنيهم شيء عن تحقيق وعد الحرية والكرامة.