بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هل سمعتم بمدير تنفيذي في مصنع أو فندق أو شركة من شركات القطاع الخاص قرر منح نفسه جائزة الإبداع والتفوق، أو منحها له العاملون لديه ؟. وهل سمعتم بوزير يقيم لنفسه حفلا تكريمياً على نفقة الدولة ؟. أو بجنود منحوا أوسمة حربية لقائد كتيبتهم ؟. وهل يحق لطلاب المدارس الابتدائية منح شهادة الدكتوراه بالفيزياء لمعلم مادة الرسم ؟. وهل يحق لزوجة ان تمنح زوجها شهادة تقديرية في التدبير المنزلي ؟. .
الجواب: نعم، هذا ما لمسناه حتى الآن من عباقرة الفراغ الذهني، وهذا ما أنتجته لنا نرجسية القشامر الذين تسلقوا السلم الإداري، وحملوا صولجانات القيادة خارج ضوابط التوصيف الوظيفي. .
المشكلة ان هذه الظاهرة اصبحت متفشية ومثيرة للسخرية في معظم البلدان العربية. وتحولت إلى نكتة يضحك عليها رواد المقاهي والمجالس الشعبية، ومع ذلك يظهر علينا بعض القادة بنياشين وأوسمة وميداليات حربية لا تخطر على بال الجنرال مونتغمري قائد معركة العلمين، ولا على بال عنترة بن شداد العبسي. .
لا نريد ذكر الأسماء والدرجات والرتب، لكن الغريب بالأمر انهم لم يشتركوا بأي معركة. لا على الصعيد المحلي ولا على الصعيد الخارجي. .
وعلى العكس تماما شهدت الساحة العالمية مواقف لبعض الأدباء والعلماء الذين رفضوا استلام جائزة نوبل (وما ادراك ما جائزة نوبل ؟)، نذكر منهم الكاتب جورج برنارد شو الذي رفض استلامها عام 1925، لعدم إيمانه بأهميتها. ونذكر أيضاً: الكاتب الفرنسي جون بول سارتر الذي رفضها عام 1964. .
نسمع من وقت لآخر عن مبادرات بعض الجهات والمنظمات المحلية بتصنيع الدروع الزجاجية الرخيصة وتقديمها إلى بعض رجال الدولة تزلفاً وتقرباً اليهم، واحيانا تتولى بعض النقابات القيام بتجميل صورة المدراء الذين لم يكن لهم اي دور في دعم تلك النقابة. .
ختاماً: قم بزيارة مكاتب مدراء الأقسام او مكاتب اصحاب الدرجات الخاصة وتفحص الرفوف والجدران. سوف تدهشك الدروع والأوسمة والشهادات المكدسة فوق بعضها البعض في كل الزوايا والأركان، ومعظمها لا تضر ولا تنفع وليست لها اي قيمة. .