بقلم: كمال فتاح حيدر ..
بصرف النظر عما كتبه المدّلسون في مؤلفاتهم، وفي تلاعبهم بتاريخ السلالات البشرية، وطعنهم بأصول الناس وأعراقهم، وبصرف النظر عن الأكاذيب التي تمسك بها المغرضون وتشكيكهم بعروبة سكان جنوب العراق، وفي مقدمتهم سعد البزاز، وتابعه (مجيد السامرائي) عبر برنامجه أطراف الحديث. ومن دون حاجة إلى تصفح الأوراق التاريخية المحرفة والمزيفة، فقد توصلت المراكز العلمية حول العالم إلى طريقة سريعة ودقيقة وموثوقة ولا تقبل التأويل والتعليل لمعرفة أصول الشعوب وأعراقهم التي ينتمون اليها، والمناطق الجغرافية التي تعود اليها اصولهم، وذلك من خلال تحليل الحمض النووي DNA الخاص بالأفراد والجماعات. فقد وفرت لنا المختبرات العلمية خدمات تحليل الحمض النووي DNA لأي شخص، للتعرف على المعلومات المتعلقة بأصله ونسبه وأسلافه، والاطلاع على بياناته الوراثية عبر المراحل الزمنية الطويلة. .
من هنا نقترح قيام سعد البزاز نفسه باختيار عشرة أشخاص من ابناء الأهوار، وإخضاعهم باشرافنا لفحص الحمض النووي، وإخضاع عشرة من أسرته للفحص نفسه في اي مختبر يراه مناسبا لكي يرى الشعب العراقي أي الفريقين اكثر ارتباطاً بجذور العراق، وأيهما أقرب إلى السلالة السومرية والبابلية والكلدانية والآشورية. فالقرارات التي تتطلبها الكرامة لابد ان تكون صائبة حتى وإن أوجعتنا. .
قديما قالوا: (الميه تكذب الغطّاس). وهو تعبير عربي دارج يُستخدم للدلالة على أن الفحوصات المختبرية هي التي تُظهر الحقيقة، التي لا يمكن إخفاؤها. يقال هذا المثل أيضاً عندما يتمسك البعض بمعلومات ملفقة وغير صحيحة للإساءة إلى شريحة كبيرة من المواطنين الأصلاء، ولكن المراكز العلمية تُظهر عكس ذلك. إنه يُشبه المقولة الإنجليزية “The proof of the pudding is in the eating”، أي أن القيمة الحقيقية لشيء ما تُثبت من خلال استخدامه أو تجربته وليس من خلال مجرد الادعاءات. .
لم نعد نعرف ماذا نحارب البلاء أم الغباء أم الغلاء أم قلة الحياء. لم تمر علينا أتعس من هذه الظروف التي نمر بها الآن، فقد أنقلبت الموازين وأصبحت الوطنية والشرف والغيره عملات نادرة. .
ختاماً: قد لا نستطيع اصلاح كل شيء لكننا نستطيع إسكات الأصوات المزعجة التي تحاول تمزيق وحدتنا الوطنية. .