بلاوي نيوز …
هناء محمد اسم كبير في عالم المسرح العراقي، واسم أكبر في مجال التمثيل السينمائي والتلفزيوني العربي، وهي صاحبة حضور مؤثر ومميز، وخطواتها تعطي للأبداع عنوانًا وللجمال والأناقة ألوانُا، وقد ملكت الجميع بقلبها الطيب وبحسن اسلوبها في التعامل.
إن ما يميز ضيفتنا في حوارنا هذا، هو تحديها لصعاب الحياة اليومية، فهي منذ طفولتها عنيدة ومكافحة حتى اختارت لها مكانا تحت الشمس وواصلت دراستها بشجاعة اثناء تواصلها في العمل الفني، فكانت مثالا للمرأة المتفانية والطموحة. وقد عرفها الجمهور هكذا من خلال أدوارها الناجحة عبر سنوات من العطاء المستمر.
التقيتها في عمان منذ مدة، ووجدتها انسانة تدخل القلب دون استئذان فهي عفوية وحنونه تحمل داخلها رسالة حب للعالم اجمع، والفن بالنسبة لها ليس مهنة لحصد المال أو الشهرة وانما حب تملكها منذ الصغر ولا زال.
تبادلت معها الحديث فكان سؤالي الأول: – حدثينا عن اخر عمل لك وهو مسرحية (ذا هوم The home) والتي عرضت في العراق ومن ثم في الأردن خلال المشاركة في مهرجان الأردن المسرحي خلال شهر تشرين الثاني 2021؟
(ذا هوم) عمل تراجيدي ملحمي يحكي معاناة وطن اثناء ضغوطات الحياة أيام الحروب، وهي عملية رفض للإرهاب وكل بلدان العالم ترفض الإرهاب لذلك المسرحية ممكن ان تعرض في أي بلد لان مضمونها واحد (رفض الإرهاب) وكل من يتعرض للإرهاب ينتظر من يخلصه منه سواء ولي من أولياء لله او مسؤول معين. ولكن المسرحية لم تخلُ من لمسات الكوميديا التي تضفي الشعور بالمتعة.
- الفنانة القديرة هناء محمد مبدعة في كافة المجالات التي عملت بها، فما هو المجال الأقرب لها دراما او مسرح ام سينما؟
المسرح اكيد، هو (أبو الفنون) وعالم حي وعشق متواصل، أجد فيه حرية كبيرة ومساحة للأبداع ومن ناحية الأداء ورجع الصدى الذي التمسه بشكل سريع من الجمهور، وأفضل المسرح على جميع الفنون، وحتى لو كان عندي عمل ادرامي فاني اتركه من اجل المسرح.
- الإذاعة لم يكن لها في بداية مشوارك؟
انا من المؤسسين لإذاعة صوت الجماهير وكنت في بداياتي فيها فترة السبعينات طفلة أشارك في قسم برامج الأطفال وعملت في برامجها وتنقلت بعدها بين تمثيل الأدوار الاذاعية التي تتلاءم مع صوتي في ذلك الحين، بعدها عملت في الإخراج الإذاعي أيضا بعد ان علمني الأستاذ صبري الرماحي من الالف الى الياء قبلها كنت اعمل معه مساعدة مخرج لوقت طويل. - نفهم من هذا ان البداية الفنية كانت في أذعة صوت الجماهير؟
لا، بل في التلفزيون مع برنامج عمو زكي (جنة الأطفال). - كيف؟
كنت ضيفة في احدى حلقاته ومن المعروف عن طبيعة البرنامج انه يستقبل الأطفال في كل حلقة منه، يعرف الجميع انه كان برنامج اسبوعي سنة 1966 جميل وناجح، لكن بعدها اختارني عمو زكي لأكون ضيفة في جميع حلقات البرنامج، كنت سعيدة جدا وبيتنا ايامها في الصالحية قريب جدا من الإذاعة والتلفزيون شجعني على الذهاب والمواصلة على الرغم من ان عائلتي ليست فنية. - وبعد، ماذا لديكِ من جماليات الفنون التي تنقلت فيها والطاقات الإبداعية لدى الفنانة هناء محمد؟
في الحقيقة والحمد الله لدي طاقات يمكن ان لا يمتلكها كل انسان او فنان مثل الحفظ، وكما قلت الخبرة كانت منذ الطفولة والتنقل بين الفنون صقل بي الموهبة وبعدها الاحترافية في التمثيل.. وربما لا يعرف الجمهور أنى كنت عضوة في فرقة الموشحات العراقية وحتى المرحوم مهدي الصفار في حينها قال لي ” ماذا سوف تقدمين لنا؟” وكنت في عمر المراهقة، اجبته اغنية ام كلثوم (ودارت الأيام) غنيتها وانقبلت في الفرقة لكن لم أبقَ فيها الا سنة واحدة لأني اتجهت للتمثيل أكثر.
**- اول دور قمت في تمثيله؟
خلال تواجدي في الفرقة عرض علي دور (كمر) في عمل مسرحي” نشيد الأرض” للفرقة المسرحية للتمثيل من اخراج الأستاذ محسن العزاوي وكان يبحث عن فتاة تؤدي هذا الدور الحمد لله اختارني للاختبار كانوا متواجدين في حينها، الله يرحمهم الأساتذة قاسم محمد، إبراهيم جلال، جاسم العبودي، سعدون العبيدي، ومديرة الفرقة صفوة الجراح وأيضا المخرج محسن العزاوي في الحقيقة كنت اشعر بالخوف, فقد وقفت على خشبة المسرح وطلبوا مني عمل مشهد لم اكن في وقتها لدي أي اطلاع او خبرة في التمثيل قلت ليس لدي أي مشهد احفظه، عملت مشهد من حياتي مثلت شخصيتي وشخصية امي (رحمها الله) وبعد اندماجي في التمثيل لم اسمع غير تصفيقهم لي ومثلت دور كمر. ومن ذلك اليوم وانا عضو في المسرح الوطني القومي وحصيلتي 79 عمل مسرحي وحصلت فيها على جوائز عراقية وعربية ودولية.
- حضرتك كما ذكرت لك جمهور عربي كبير، حدثينا عن هذه التجربة؟
في فترة الثمانينات كنت مقيمة في الكويت وعملت الكثير من المسرحيات والمسلسلات ومنها البدوية وكنت ولا زلت اتقن اللهجة الخليجية، عملت في البحرين والامارات وقطر، والان فقط نتواصل ولا يوجد أي عمل مشترك معهم، ربما الفترة القادمة تصبح الأمور أفضل. - مسلسل (أيام الاجازة) ما سر بقائه عالقا في اذهان العراقيين، وما درجة قرب شخصية (لبيبة) من هناء محمد؟
انا اتقن الأداء الكوميدي والتراجيدي والحمد لله، لكن اعشق الكوميديا ولا افتعلها اجدها في روحي وجزء منها. وأيضا وقوفي مع الفنان الكوميدي الرائع محمد حسين عبد الرحيم، اتقان العمل وتجسيدي الدور وكأنه حقيقي سر نجاح هذا العمل واي عمل اخر، وانا في البيت أكون بهذا الشكل لذلك الدور فيه جزء من شخصيتي. - لم نجد اليوم مسلسل بمستوى (أيام الاجازة) او حتى مسلسل (الاماني الضالة)؟
يوجد عوائق كثيرة ومن الصعب الحديث عنها الآن، ومنها قلة الاعمال، وصعوبة الإنتاج والتكاليف خاصة بعد الحرب الأخيرة، فقد فقدت الشركة التي اسستها للإنتاج التلفزيوني، ولم أجد راس المال الكافي لغاية اليوم لعمل شيئا خاصًا بي، وحتى القنوات العراقية يعانون من نفس الموضوع وهو راس المال المخصص للإنتاج والتوزيع، حتى لو قناة الشرقية او القناة العراقية العامة، وإن عمل واحد في السنة ربما لا تأتي لي فرصة للمشاركة فيه. - من الممثلات اليوم تجديها قريبة من شخصيتك؟
والله يوجد الكثير من الفنانات الرائعات في مجال التمثيل، شيماء جعفر، الاء حسين، صبا إبراهيم، لكن من الصعب ان يتكرر أي فنان لكل واحد منا (كاريزما) خاصة به. - نعرف ان لحضرتك ولدين هما ثائر صبري الرماحي، حسام صبري الرماحي، فهل دخلا عالم الفن حبًا بوالدتهم الفنانة القديرة والمحبوبة هناء محمد؟
ثائر خريج معهد الفنون الجميلة وحاصل على شهادة البكالوريوس من خارج العراق، في نفس التخصص وهو مصور تلفزيوني ومخرج، وكان يقيم في قطر لكن عندما ذهب الى أمريكا تغير الوضع معه، ومارس التمثيل ونال اعجاب الكثيرين لأنه عفوي ويجيد أي دور.
اما عن ابني حسام فهو موسيقي ويقيم في جنوب افريقيا الان، في مسلسل أيام الاجازة مثل معي في الجزء الأول واتقن الدور، وفي مسلسل بدوي من انتاجي شارك فيه أيضا. لكن لم يستمرا في هذا المجال لان حبهما للتمثيل ليس مثل حب امهما له.
- كما بدأنا بمسرحية (ذا هوم) ننهي بها الحوار، ماذا بعد هذه المسرحية؟
عمل مسرحي، ملحمة لآخر ملوك اشور الملك سردنبال Sardanapal وهو نص رائع كتبه الدكتور خزعل الماجدي المقيم خارج العراق وإخراج الأستاذ عماد محمد وتشاركني في العمل السيدة فاطمة الربيعي والدكتور ميمون الخالدي الذي يجسد شخصية الملك سرد نبال ولكن انا في هذا العمل لي خمسة شخصيات منها العرافة العجوز والعرافة الشابة والعرافة الصبية والملكة زوجة الملك سردنبال وكذلك الخادمة.