بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
هل سبق لك ان شاهدت مجسمات صخرية تشبه الأقمار ، وتشبه الكواكب، وتشبه الأطباق الطائرة، متناثرة في مناطق متفرقة من العالم ؟. بالتأكيد لم تسنح لك الفرصة للاطلاع عليها عن كثب، وربما لم تسمع بها من قبل. لذا إسمح لي باصطحابك في جولة سريعة للتعرف على أماكن تواجدها في ليبيا ورومانيا وكازاخستان ومصر وروسيا والصين والعراق وكوستاريكا. .
ففي رومانيا وعلى وجه التحديد في قرية كوستستي Costesti تتناثر المئات من الاجسام الصخرية المحاطة بقشرة اسمنتية، وبأشكال متباينة قريبة الشبه من الأجرام السماوية. .
وتجدها في البلدان العربية مبعثرة في كل مكان، لكنها تتواجد باعداد هائلة جنوب شرق ليبيا، وعلى وجه التحديد بالقرب من مناطق الكفرة الليبية، وشرق العوينات المصرية، وعلى الحدود المصرية الليبية السودانية. عند وادي يعرف باسم (وان تكوفي)، والذي يطلقون عليه أيضاً: وادي الكواكب (Planets Valley). .
وعُثر في كوستاريكا على أكثر من 300 كرة صخري منتظمة، يتراوح قطر كل منها ما بين 10 سم إلى 2 متر، بينما يبلغ وزن بعضها 16 طنا، ويطلق عليها las bolas، وهي عبارة عن منحوتات تشبه الكواكب إلى حد يبعث على الدهشة. .
وعثروا على الكرات نفسها في وادي الكرات في كازاخستان، أو كما يطلقون عليه Torysh. حيث يقع هذا الوادي في الطرف الشمالي من كاراتاو الغربية، بالقرب من بلدة (شيتب) في غرب البلاد، وتحتوي المنطقة على العديد من المنحوتات الحجرية التي تشبه الكرات، تتناثر عبر مجموعة واسعة من الأراضي السهلية، وهي بأحجام مختلفة، يتراوح قطرها بين 3 – 4 متراً. .
وتتناثر هذه الكرات في أماكن متفرقة من أهوار جنوب العراق، عند مقتربات هور إصليّن، في مقبرة سومرية يُقال لها (إيشان شعيب)، حيث وجدوها بأحجام تتراوح بين كرة الخماسي وكرة الطاولة، وبألوان قريبة من ألوان الحصى. .
وعثر العلماء الروس في منطقة كوزنباس على أكثر من 12 صخرة تشبه الأطباق الطائرة UFO تتراوح أقطارها ما بين متر إلى مترين، وقالوا انها تشبه الصخور التي عثروا عليها على سواحل المحيط الهادي قبالة الصين. .
وتشير بعض التقارير إلى ان معظم هذه المكونات الكروية تنمو وتتكاثر وتتحرك، وقد رصد الجيولوجيون هذه الظاهرة، واطلقوا على هذه الصخور اصطلاح (تروفانتس)، وهو تعبير جيولوجي يعني (الرمل الأسمنتي) باللغة الرومانية، ويسمونها أيضاً: (الأحجار الحية)، وهي بلا شك تعكس ظاهرة فريدة وغامضة. .
ولسكان الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا حكاية خرافية يزعمون فيها ان هذه الصخور الكروية هي من بقايا حمولة زورق يسمى Arai-Te-Uru تحطم في الماضي البعيد على الشاطئ بعد عودته من رحلة إلى أرض أسطورية لجمع البطاطس والقرع، وتحولت سلال البضائع بطريقة سحرية إلى صخور متجمعة على الشاطئ. أما في المناطق الأسترالية النائية فتُعرف الأحجار الكروية باسم Devils Marbles، أو Karlu Karlu (والتي تُترجم حرفياً إلى الصخور المستديرة)، وترتبط بمجموعة متنوعة من الأساطير القديمة، وتحمل أهمية روحية كبيرة للعديد من السكان الأصليين. يتم تناقل العديد من هذه القصص عبر الأجيال ويقال إنها تظل سرية عن الزوار من غير السكان الأصليين. .
ولا توجد دراسة جيولوجية مقنعة حتى الآن عن ظاهرة الصخور المتكورة التي تشبه الكواكب. ويطرح القراء من وقت لآخر عشرات الاسئلة حول هذه الظاهرة، من مثل: من اين جاءت ؟، وما الذي ترمز اليه ؟، وكيف تشكلت وتكورت بهذه الصورة ؟، وما سر تحركها وهي حجارة صماء لا روح فيها ؟، وما سر تطابق أشكالها مع أشكال الكواكب والمجرات السماوية ؟. وكيف ظلت صامدة حتى الآن بوجه عوامل النحت والتعرية ؟. وما إلى ذلك من التساؤلات المثيرة للجدل. .