بقلم : سمير السعد ..
في خضم الأحداث المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، يبرز الرد اليمني كقوة ترفض الخضوع للأطماع الدولية والاستبداد، ويُعد الإعصار اليمني الجديد بمثابة هزة سياسية وعسكرية تهدد توازنات القوى في المنطقة. ففي الوقت الذي يواصل فيه العدو الصهيوني ممارساته الاستفزازية، ويتمادى في غطرسته بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، يأتي الرد اليمني ليكشف عن قوة الإرادة والعزيمة في وجه هذه الهيمنة.
لم يكن الرد اليمني مجرد ردة فعل عابرة، بل هو نتيجة سنوات من النضال والتحدي ضد الاستعمار الحديث. الجماعات اليمنية المسلحة، التي تتصدر مشهد المقاومة، عززت من قوتها العسكرية وتكتيكاتها القتالية، ما جعلها قادرة على تنفيذ ضربات نوعية تهز أمن واستقرار العدو الصهيوني وحلفائه.
الولايات المتحدة، التي لطالما دعمت إسرائيل بمختلف الأشكال، وجدت نفسها أمام معادلة جديدة. فسياسات الغطرسة والتدخل المستمر في شؤون الدول، والتي استهدفت اليمن بشكل خاص عبر دعم تحالفات عسكرية، لم تؤدِ إلا إلى تأجيج الصراع وتعزيز روح المقاومة. هذا التحالف الأمريكي الصهيوني لم يعد يواجه جبهات تقليدية، بل يواجه الآن تحركات شعبية مسلحة تتمتع بروح ثورية ترفض الهيمنة والاستبداد.
الضربات اليمنية الأخيرة لم تقتصر على الجانب العسكري فحسب، بل حملت أبعادًا سياسية كبيرة. فقد تسببت في إحراج الكيان الصهيوني على المستوى الدولي، وأظهرت هشاشته أمام تحركات مقاومة تتمتع بالإرادة القوية والقدرة على توجيه الضربات الدقيقة.
الاستراتيجية اليمنية الجديدة تنبئ بمرحلة جديدة في الصراع الإقليمي. فإسرائيل وأمريكا، اللتان اعتادتا على فرض سياساتهما بالقوة، تواجهان اليوم تحديات كبيرة من قبل شعوب المنطقة. الرد اليمني ليس مجرد رد فعل، بل هو إشارة واضحة إلى أن زمن الهيمنة المطلقة قد ولى، وأن الشعوب قادرة على الوقوف في وجه الغطرسة مهما كانت الظروف.
في ظل التحولات الجيوسياسية التي تعصف بالمنطقة، أثبت الرد اليمني أنه ليس مجرد مقاومة محلية، بل جزء من استراتيجية إقليمية أوسع تسعى إلى تغيير موازين القوى التقليدية. ما كان يُعتقد أنه مجرد حركة مقاومة محلية يتضح اليوم أنه يمتلك أبعادًا إقليمية ودولية، حيث يسعى اليمنيون إلى توسيع نطاق مقاومتهم ليشمل التأثير على سياسات الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.
ما يميز الرد في هذه المرحلة هو الدعم الشعبي الكبير الذي يتلقاه من كافة أطياف المجتمع. إذ يشعر اليمنيون أن قتالهم ضد الهيمنة الصهيونية والأمريكية هو معركة وجودية، ليست فقط من أجل تحرير الأرض، ولكن من أجل استعادة الكرامة والسيادة الوطنية. هذا الدعم الشعبي القوي يزيد من قدرة المقاومة على الصمود وتوجيه المزيد من الضربات المؤثرة.
حيث يأتي الرد في إطار سلسلة من التحولات التي تشهدها المنطقة، حيث بدأت دول أخرى تعيد تقييم مواقفها السياسية والعسكرية. المقاومة في اليمن تُعتبر الآن حجر الأساس في تغيير قواعد اللعبة السياسية في الشرق الأوسط. لم تعد المقاومة محصورة في حدود بلد واحد، بل أصبحت نموذجًا يُحتذى به في دول أخرى تعاني من الهيمنة الخارجية.
على الساحة الدولية، هناك تباين في ردود الفعل حول الرد اليمني. بينما تحاول الولايات المتحدة التقليل من أهمية هذه الضربات والتعامل معها كحركات متمردة، تجد دول أخرى في أوروبا وآسيا نفسها مضطرة للتعامل بحذر مع الوضع الجديد في اليمن. فقد أثبت اليمنيون قدرتهم على التصدي للقوى الكبرى، ما يجعل التحالفات الدولية في المنطقة محل إعادة تقييم.
لقد جاء الرد ليكسر صمتًا طويلاً حيال ما يجري في المنطقة من اعتداءات وممارسات استفزازية. كان الرد بمثابة رسالة واضحة: لن يُسمح للقوى الكبرى بالاستمرار في فرض هيمنتها دون مواجهة. هذه الرسالة تكررت في كل مرة أطلق فيها اليمنيون صواريخهم أو نفذوا عملياتهم النوعية، مؤكدة أن المقاومة مستمرة، وأن الشعوب قادرة على فرض واقع جديد.
على الرغم من النجاحات التي حققتها المقاومة اليمنية، فإن التحديات القادمة ليست بالهينة. فالتصعيد العسكري والاقتصادي ضد اليمن سيستمر في محاولة لتحجيم تأثير المقاومة. لكن الروح اليمانية المعروفة بالصمود والتحدي تجعل من هذه التحديات فرصًا جديدة للمزيد من التوحد والتكاتف في مواجهة الغطرسة.
كذلك الرد اليمني يعد بمثابة إعصار سياسي وعسكري يهدد جبروت العدو الصهيوني وغطرسة أمريكا، ويؤكد أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة من الصراع، عنوانها المقاومة والتحدي.
خلاصة القول ، يتضح أن الرد اليمني ليس مجرد ردة فعل آنية على اعتداءات متكررة، بل هو جزء من مشروع أوسع يسعى إلى إنهاء هيمنة القوى الكبرى على مقدرات المنطقة. وهو بمثابة إعصار حقيقي يهدد زعزعة جبروت العدو الصهيوني وغطرسة أمريكا، ويمثل فجرًا جديدًا للمقاومة والحرية.