بقلم: كمال فتاح حيدر ..
ترى ما الذي ستقوله الشعوب والامم (غير الإسلامية) عندما تشاهد افعالنا نحن العرب في التعامل مع ابناء جلدتنا ؟. .
وهل في الكون كله ابشع من انظمتنا (الديمقراطية المتحررة جدا) في ممارسة القهر والتعذيب والتنكيل والإستبداد والتعسف ؟.
في سوريا لدينا سجناء ابتلعتهم سجون النظام بلا محاكمة، ولم يتحرروا إلا بعد 45 سنة، دخلوها صبيانا وخرجوا منها شيوخا وكهولا لا يتذكرون اسماءهم، ولم يتعرف عليهم أهاليهم. .
عُرف عن نظام بشار استخدامه لعدد من السجون التي تمادت في تعذيب المعتقلين واحتجازهم بشكل غير قانوني. كان لديه اكثر من 35 سجناً في عموم البلاد. لكنه بعد عام 2011 شيد العديد من السجون والمعتقلات، أبرزها سجن (صيدنايا) بزنزاناته المبنية فوق الارض، وسراديبه الغائرة في الأعماق، والتي عجز الناس عن فتح أبوابها وفك شفرتها. .
يعرف هذا السجن باسم: (المسلخ البشري)، وكان مخصصا لاحتجاز المعارضين، والتخلص منهم بالإعدام الجماعي، وهناك سجن (تدمر) في قلب الصحراء، وقد تعرض لانتقادات دولية بسبب سادية النظام في تنفيذ الاعدامات الجماعية. ولديهم سجن اكبر يدعى سجن السرية 215 الذي يضم دهاليز سرية يُحتجر فيه ما يقارب 3000 معتقل لا احد يعرف عنهم شيئا. اما سجن السويداء فهو متخصص بتعذيب أفراد الطائفة الدرزية. ولدى النظام سجن (عدرا)، وسجن (حلب المركزي)، ولم تتكشف حتى الآن اسرار السجون السرية، بضمنها السجن الذي يحمل أسم (فلسطين) والذي يُحتجز فيه الأبرياء في ظروف قاسية. .
هذا ما أنتجه لنا النظام السوري على يد بشار الاسد الذي ترك بلاده كومة من الأنقاض والأحزان والكوارث، وفر هاربا بعدما حكم سوريا بالظلم والقمع والترويع لأكثر من عشر سنوات. .
أما الآن وبعد زوال نظام بشار، فقد انتهى قهر السجون، وخرج الأبرياء من العتمة، واختفت المحاكم الصورية، والاعتقالات العشوائية. ودخلت سوريا عصر السرعة، فاختار القادة الجدد أسلوب القتل السريع: بلا تحقيق، وبلا محاكمة، وبلا اعتقالات، حيث يتجول القضاة والجلادون بسياراتهم المموهة وشعورهم الطويلة، ويطلقوا نيراهم على السوريين لمجرد الاشتباه بهم، ثم يرمون جثثهم فوق الأرصفة، فتتعالى صيحات: (تكبير – الله اكبر). .
ليتك سجدت يا ابليس وكفيتنا شر الطغاة الذين اصبحوا اكثر منك سوءا وإجراما. .