بقلم: كمال فتاح حيدر ..
اثنان في العراق رفعا لغة التهريج إلى السقوف العليا. احدهما في البرلمان بدورته الحالية، والآخر خارج العراق يعمل مع معلمه الأفغاني، ويدعى: (ابو علي الشيباني). نسمعه يقول: (أومريكا تحتاجني – أولمانيا تحتاجني – علماء السوفيت يحتاجونني). اما قرينه البرلماني فقد اخترنا له اسماً موازيا لخبير الأولمان والأومريكان، وهو: (ابو علي البرلماني). .
سار هذا البرلماني مؤخراً على نهج الغراب اللبناني (محمد علي الحسيني) في تحذيراته التي يطلقها من وقت لآخر عبر منبر (العربية) بعبارات مشفرة. يقول فيها: (اعهد عهدك، وأجمع شملك، واكتب وصيتك، فالذي اشتراك باعك بثمن بخس). .
وهكذا سار ابو علي البرلماني على خطى الحسيني في تحذيراته الجديدة، فتحدث قبل بضعة ايام عن تقنيات إسقاط الحكومات والأحزاب العراقية. وهذا نص كلمته المنشورة بالصوت والصورة على منصات التواصل:-
(أكو سيناريو عراقي مختلف عن السوري وعن اللبناني، تذكروني راح تندمون وتخسرون كلشي. اي نعم يخسرون الحكم. لعد هو صدام اقوى منهم وخسر الحكم. . السيناريو العراقي راح يكون انتقائي. تقنية تكنولوجيا. يعني كل شخص وهو گاعد بمكانه يرصدوا له شفرة، أو يدزوله شغله، ويقولون له هاي بامكانها تنهيك، يحطونها يمه. يگعد الصبح يشوف شي يمه سريع الانفجار، ويقولون له غادر. . هذه ابسط الأشياء. اكو الآن تقنية، وممكن ينزل على السطح مال بيتك، ينزل لك تقنية، وممكن ينهيك. رجالات ايران في العراق رجالات عضلات، والعضلات انتهى وقتها). . إلى هنا انتهت تحذيرات ابو علي البرلماني، الذي يفهم في التقنيات الحديثة التي يمتلكها البنتاغون وحلف شمال الأطلسي، وتمتلكها العصابات الدولية الضالعة في الإجرام. .
تشعر ان هذا البرلماني تقمص الدور الذي يلعبه (الحسيني) في إطلاق نداءاته المشفرة. . من دون ان تدرك الاحزاب العراقية خطورة موقفه. لأن كلامه موجه لهم، فهو يرى انهم يستقوون بعضلات غيرهم، في عصر انتهت فيه العضلات، وجاء زمن التقنيات. .
تشعر ان الرجل يتحدث باسم الجهات المسؤولة عن تتفيذ الاغتيالات السياسية بتقنيات متفوقة، وكأنه يعمل معهم. أو صار قريبا منهم، ولديه دراية مسبقة عن برامجهم ومخططاتهم السرية. من دون ان يسأله مستشار الامن الوطني عن مصادر معلوماته، وعن قوائم المستهدفين والمستهدفات ؟. ومن هي الجهات التي ارتبط بها ؟. .
فإذا كان ابو علي الشيباني يستقي معلوماته الغيبية من معلمه الأفغاني، فمن هو معلم هذا البرلماني ؟. .